﴿ حزْب الغَزالي ﴾
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ، اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰلَمِيْنَۙ، الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِۙ، مٰلِكِ يَوْمِ الدِّيْنِۗ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ، اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيْمَۙ، صِرَاطَ الَّذِيْنَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ەۙ غَيْرِ الْمَغْضُوْبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّاۤلِّيْنَ
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيْمِ، اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِيْ خَلَقَ السَّمٰوٰتِ وَالْاَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمٰتِ وَالنُّوْرَ ثُمَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُوْنَ، فَاَرَادُوْا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِيْنَ،كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوْۤءَ وَالْفَحْشَاۤءَ اِنَّهٗ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِيْنَ
فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا، مَّا هُمْ بِبَالِغِيْهِ، فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقٰى لَا انْفِصَامَ لَهَاۗ وَاللّٰهُ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ، وَسَنَقُوْلُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوْا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنْثُوْرًا، وَذٰلِكَ جَزَاءَ الظَّالِمِيْنَ، ثُمَّ نُنَجِّيْ رُسُلَنَا وَالَّذِيْنَ اٰمَنُوْا كَذٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِيْنَ، لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُوْنَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ، وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُوْنَ، وَإنَّهُ لَذُوْ حَظٍّ عَظِيْمٍ، وَاِنَّ لَهٗ عِنْدَنَا لَزُلْفٰى وَحُسْنَ مَاٰبٍ،
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأسَبَابِ، جُنْدٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُوْمٌ مِنَ الْأَحْزَابِ، وَجَعَلْنَا لَهُ نُوْرًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّٰهِ مَا هٰذَا بَشَرًا إِنْ هٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيْمٌ
قَالُوْا تَاللهِ لَقَدْ اٰثَرَكَ اللّٰهُ عَلَيْنَا، إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّٰهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ، شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيْمٍ
وَآتَيْنَاهُ الْمُلْكَ، وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا، وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا، وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا، وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
وَإِنْ يُرِيْدُوْا أَنْ يَخْدَعُوْكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّٰهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِيْنَ، وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيْعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ، هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللّٰهُ أَنّٰى يُؤْفَكُوْنَ
كُلَّمَا أَوْقَدُوْا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ، وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُوْا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّٰهِ، سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءً فَلَا مَرَدَّ لَهُ، خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ
لَوْ أَنزَلْنَا هٰذَا الْقُرْاٰنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَاَيْتَهٗ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِ، فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوْا يَفْعَلُوْنَ، وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُوْنَ، فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُّنتَقِمُوْنَ، إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِيْنَ، فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِيْنِ، أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْاٰمِنِيْنَ
قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِيْنَ، لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى، لَا تَخَفْ إِنِّيْ لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُوْنَ، لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ، قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِيْ مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى، قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى، فَإِذَا الَّذِيْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْمٌ
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا، وَأَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً، لِّيَذُوْقَ وَبَالَ أَمْرِهِ، وَلَا يَحِيْقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ، وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمٰنِ، وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ، لَنْ يَضُرُّوكَ شيْئًا
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيْلًا، فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ، فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيْلًا، وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيْلًا، فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيْلًا، أَلَيْسَ اللّٰهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيْلًا، وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْرًا عَزِيْزًا
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
مَلْعُونِيْنَ أَيْنَمَا ثُقِفُوْا أُخِذُوْا وَقُتِلُوْا تَقْتِيْلًا، وَاللّٰهُ أَشَدُّ بَأْٰسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيْلًا وَذٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِيْنَ، إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِيْنٌ، وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّيْ، إِنِّيْ اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِيْ وَبِكَلَامِيْ، إِنِّيْ جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا، إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِيْنًا
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ، ذَهَبَ اللهُ بِنُوْرِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُوْنَ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُوْنَ، كُبِتُوْا كَمَا كُبِتَ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِهِمْ، وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُوْنَ، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُّقْمَحُوْنَ
وَلَقَدْ اٰتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْاٰنَ الْعَظِيْمَ، أُولَئِكَ الَّذِيْنَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوْبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُوْنَ، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِرَ بِاٰيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِيْنَ مُنْتَقِمُوْنَ، إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوْبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوْهُ وَفِيْ اٰذَانِهِمْ وَقْرًا
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوْبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوْهُ وَفِيْ اٰذَانِهِمْ وَقْرًا، وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْاٰنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوْرًا، وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوْا إِذًا أَبَدًا
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللّٰهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً، عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ، فَأَصْبَحُوْا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ، دَمَّرَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ عَمُوْا وَصَمُّوْا كَثِيْرٌ مِنْهُمْ، أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوْا، وَذٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِيْنَ
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْاٰنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ، وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِنْ لَّدُنْكَ سُلْطَانًا نَّصِيْرًا
قُلْ إِنَّنِيْ هَدَانِيْ رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيْمٍ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِيْنِ، رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِيْنَ، عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِيْ سَوَاءَ السَّبِيْلِ
إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِيْنَ، رَبِّ قَدْ اٰتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيْلِ الْأَحَادِيْثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْاٰخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِيْنَ، أَوَ مَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوْرًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اٰيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوْتُ فِيْهِ سَكِيْنَةٌ مِّنْ رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ
قَالُوْا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِيْنَ، اَلَّذِيْنَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوْا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيْمَانًا وَقَالُوْا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّٰهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ
قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا، وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ، وَمَا تَوْفِيْقِي إِلَّا بِاللّٰهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيْبُ
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُوْنَ، صُمٌّ وَبُكُمْ فِي الظُّلُمَاتِ، يَجْعَلُوْنَ أَصَابِعَهُمْ فِي اٰذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ، وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوْا فَلَا فَوْتَ، وَذٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِيْنَ، وَأُخِذُوْا مِنْ مَّكَانٍ قَرِيْبٍ، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَرَسُوْلُهُ وَالَّذِيْنَ اٰمَنُوْا، وَمَا بِكُمْ مِّنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً
يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا قَاتِلُوْا الَّذِيْنَ يَلُوْنَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُوْا فِيْكُمْ غِلْظَةً، وَقَاتِلُوْهُمْ حَتَّى لَا تَكُوْنَ فِتْنَةٌ، وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُوْنَ بِنَصْرِ اللّٰهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ، وَاعْلَمُوْا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِيْنَ، يُثَبِّتُ اللّٰهُ الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْاٰخِرَةِ، فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُوْرٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيْهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ، وَاللّٰهُ مِنْ وَرَائِهِمْ وَاللّٰهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيْرًا
فَلَا تَخْشَوْهُمْ قُلُوْبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ، أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ، تُصِيْبُهُمْ بِمَا صَنَعُوْا قَارِعَةٌ، وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً، كَأَنَّهُمْ حُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ، أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللّٰهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً، فَسَتَذْكُرُوْنَ مَا أَقُوْلُ لَكُمْ وَأَفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللّٰهِ إِنَّ اللّٰهَ بَصِيْرٌ بِالْعِبَادِ
وَإِنْ تَصْبِرُوْا وَتَتَّقُوْا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِيْنَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيْرًا، وَاذْكُرُوْا إِذْ أَنتُمْ قَلِيْلٌ مُسْتَضْعَفُوْنَ فِي الْأَرْضِ فَاٰوَاكُمْ، يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوا اذْكُرُوْا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوْا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوْا نِعْمَتَ اللّٰهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللّٰهِ يَرْزُقُكُمْ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لَا إِلٰهَ إِلَّا هُوَ، عَسَى رَبُّكُمْ اَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ، فَقَاتِلْ فِي سَبِيْلِ اللهِ لَا تُكَلِّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِيْنَ كَفَرُوْا
وَمَكَرُوْا وَمَكَرَ اللّٰهُ وَاللّٰهُ خَيْرُ الْمَاكِرِيْنَ، وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُوْرُ، فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوْبُ الَّتِي فِي الصُّدُوْرِ، سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّوْنَ الدُّبُرَ، فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيْزٍ مُقْتَدِرٍ
مَا يُرِيْدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيْدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ، ذٰلِكَ تَخْفِيْفٌ مِّنْ رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ، اَلاٰنَ خَفَّفَ اللّٰهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيْكُمْ ضَعْفًا، يُرِيْدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ، قُلْ إِنَّ هُدَى اللّٰهِ هُوَ الْهُدَى، يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَّكُمْ نُوْرًا تَمْشُوْنَ بِهِ
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِيْنَ، وَذٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِيْنَ، عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ، دَمَّرَ اللّٰهُ عَلَيْهِمْ، أُوْلَئِكَ فِي الْأَذَلِّيْنَ، فَمَا اسْتَطَاعُوْا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوْا مُنْتَصِرِيْنَ، إِنَّ اللّٰهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِيْنَ، وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِيْ كَيْدَ الْخَائِنِيْنَ، فَأَيَّدْنَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوْا ظَاهِرِيْنَ
إِنَّ اللّٰهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِيْنَ اٰمَنُوْا، يَسْعَى نُوْرُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيْهِمْ، وَاللّٰهُ حَفِيْظٌ عَلَيْهِمْ، إِنِّي حَفِيْظٌ عَلِيْمٌ وَاللّٰهُ حَفِيْظٌ عَلِيْمٌ، طُوْبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَاٰبٍ، وَهُمْ مِّنْ فَزَعِ يَوْمَئِذٍ اٰمِنُوْنَ، أُوْلَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُوْنَ، أُوْلَئِكَ الَّذِيْنَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ، فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُمْ مِّنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ، وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا، وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِيْنَ، وَاٰوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِيْنٍ، وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُوْنَ، فَانْقَلَبُوْا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوْءٌ، إِلَّا قِيْلًا سَلَامًا سَلَامًا، وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوْرًا
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ، وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ، سَنُرِيْهِمْ اٰيَاتِنَا فِي الْاٰفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ، سَنُرِيْهِمْ اٰيَاتِنَا فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِيْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيْمٍ
فَإِنْ كُنْتَ فِيْ شَكٍّ مِّمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِيْنَ يَقْرَؤُوْنَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَّبِّكَ فَلَا تَكُوْنَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِيْنَ، فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوْمِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُوْنَ عَظِيْمٌ، وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِيْنَ
هُوَ الَّذِيْ أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ اٰيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ، تِلْكَ اٰيَاتُ اللّٰهِ نَتْلُوْهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيْثٍ بَعْدَ اللّٰهِ وَاٰيَاتِهِ يُؤْمِنُوْنَ لَكِنِ اللّٰهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُوْنَ وَكَفَى بِاللّٰهِ شَهِيْدًا، وَكَفَى بِاللّٰهِ وَكِيْلًا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيْرًا، وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيْتًا قُلْ لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا، وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا، وَلَنْ تُفْلِحُوْا إِذًا أَبَدًا، وَأَلْقِ مَا في يَمِيْنِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوْا إِنَّمَا صَنَعُوْا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى، تَحْسَبُهُمْ جَمِيْعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى
إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيْهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوْا يَعْمَلُوْنَ، وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُوْنَ، أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُوْنَ أَوْ يَعْقِلُوْنَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيْلًا، أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُوْنَ، كَذٰلِكَ يَطْبَعُ اللّٰهُ عَلَى قُلُوْبِ الَّذِيْنَ لَا يَعْلَمُوْنَ
(أَعْدَاؤُنَا لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْنَا بِالنَّفْسِ وَلَا بِالْوَاسِطَةِ لَا قُدْرَةَ لَهُمْ عَلَى إِيْصَالِ السُّوْءِ إِلَيْنَا بِحَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ)
وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُوْنَ، وَاللّٰهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوْا، هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِيْنَ، قُلْنَا يَا نَارُ كُوْنِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيْمَ، وَأَرَادُوْا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِيْنَ
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيْمٍ، وَاللّٰهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيْطٌ، بَلْ هُوَ قُرْاٰنٌ مَجِيْدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوْظٍ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى اٰلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ وَالْحَمْدُ ِلِلّٰهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ